وكالة أنباء الحوزة_ تكلم خطباء لبنان في صلاة الجمعة حول المسجد الأقصى، وقالوا إن الأقصى بكل ما يمثله هو مسؤولية المسلمين، ولا ينبغي عليهم أن يفرطوا بقبلتهم، فالذي يفرط بقبلته الأولى وبمقدساته، سيفرط بأي مقدس وأي واجب.
السيد فضل الله: أيها العرب والمسلمون، المسجد الأقصى يناديكم
ألقى السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين.
ومما جاء في خطبته السياسية: "إننا أحوج ما نكون إلى المواعظ، كي توقظنا من غفلتنا، وتبصرنا بحقيقة هذه الدنيا، حتى لا تبهرنا بزخارفها وبهارجها وفتنتها، فنراها على حقيقتها، وكفى بالموت واعظا ودليلا لمن اتعظ به واعتبر ووعى. ومع الأسف، نحن نسمع بأناس غادرونا، وبأحباء ودعونا، نشارك في مناسباتهم، ونرى بأم أعيننا الحقيقة، حقيقة أنهم لم يأخذوا معهم أموالهم وعقاراتهم ومواقعهم، وتركوها وذهبوا، وها هم رهائن القبور وسكانها. لكننا نمر على ذلك مرور الكرام، وكأن الموت على غيرنا كتب ونحن مخلدون من بعدهم!"
وأضاف: "فلنكن من أهل المواعظ، وممن يستفيدون مما جرى على غيرهم. وبذلك، نكون أكثر منعة وأكثر وعيا ومسؤولية، وعندها سنكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات.
وقال: في هذا الوقت، ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر جلاء صورة ما يجري على الحدود الشرقية، لإخراج المسلحين منها، فهم قنابل موقوتة وقابلة للتفجير دائما على الحدود أو في الداخل اللبناني أو في مخيمات النازحين. وإننا مع كل جهد لإنهاء هذا الواقع الشاذ الذي بات يربك اللبنانيين والسوريين معا، ويساهم في عدم استقرار هذا البلد.
نبارك هذه الأيدي والسواعد التي تضع حدود الوطن نصب عينيها، وتراه من أولوياتها في الحدود الجنوبية والشرقية، وهي على استعداد أن تقدم أغلى التضحيات في هذا الطريق، من أجل وطن آمن ومستقر".
وأضاف: "ننتقل إلى المسجد الأقصى في هذا اليوم الذي نريده أن يكون يوم غضب عربي وإسلامي وإنساني في مواجهة العدو الصهيوني، الذي لا يكل ولا يمل من السعي لاستهداف هذا المسجد، فهو لم يلغ مشروعه الاستراتيجي بإقامة هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه، ويسعى إلى ذلك بخطوات بدأها بالعمل على تقسيمه زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود، كما فعل في المسجد الإبراهيمي في الخليل، استكمالا لما يقوم به من حفريات يجريها تحت المسجد الأقصى، وتهدد أركانه، فضلا عن الضغوط المستمرة على الذين يتولون إدارته وترهيب المدافعين عنه.
وقد جاءت خطواته الأخيرة بتشديد الرقابة على المصلين، بذريعة العملية التي حصلت على مقربة من المسجد الأقصى، لتؤكد مخططاته التهويدية، والإمساك أكثر بقرار المسجد الأقصى والقدس وكل فلسطين.
إننا في الوقت الذي نحيي المقدسيين بكل تنوعاتهم، مسلمين ومسيحيين، على وقوفهم معا في وجه الإجراءات الصهيونية وإصرارهم على رفضها، ندعو إلى موقف فلسطيني موحد في مواجهة هذه الإجراءات التي تهدد أمن المسجد الأقصى، وحرية العبادة فيه، وعدم السماح للعدو للعب على التناقضات في ذلك، كما ندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها في مواجهة المشروع الصهيوني، وعدم السماح له بأخذ مكتسبات إضافية في القدس أو المسجد الأقصى".
وختم: "إن الأقصى بكل ما يمثل هو مسؤولية المسلمين، ولا ينبغي أن يفرطوا بقبلتهم، فالذي يفرط بقبلته الأولى وبمقدساته، سيفرط بأي مقدس وأي واجب. إننا ندعو الدول العربية والإسلامية إلى الخروج عن صمتها، وعدم الاكتفاء بالشجب، والتحرك بكل جدية في مواجهة هذه الإجراءات.
فيا أيها العرب والمسلمون، المسجد الأقصى يناديكم، وهو يستصرخ ضمائركم، فأجيبوه بأصواتكم ومواقفكم، وقدموا لأجله التضحيات الكبرى، فهو يستحق منكم ذلك فلا تضيعوه".
الشيخ النابلسي: لوقفة تضامنية شجاعة مع الشعب الفلسطيني
اعلن الشيخ عفيف النابلسي، "ان مواجهة منتظرة بين الشعب الفلسطيني الأبي وبين الصهاينة الغزاة ستكون على الأبواب خلال الأيام والأسابيع المقبلة، على خلفية الإجراءات التعسفية ضد أهلنا في القدس الذين تمنعهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي من الدخول إلى المسجد الأقصى والصلاة بحرية".
اضاف:" إننا إزاء هذا التطور الخطير ندعو كل الفصائل الفلسيطينية في الداخل والخارج وكل الأحرار والشرفاء في العالم إلى وقفة تضامن شجاعة، وإلى تحرك جماهيري وسياسي واسع يبدد هذا الخذلان العربي والصمت الإسلامي".
وقال:" اما على الحدود مع لبنان فإننا نقف إلى جانب شبابنا الأبطال في هذه المواجهة مع الإرهابيين في جرود عرسال الذين زرعتهم اميركا وإسرائيل والسعودية وقطر وتركيا للقضاء على المقاومة، وحرف الصراع ضد العدو الإسرائيلي. إننا نقبل جباه المجاهدين المقاومين وننحي أمام تضحياتهم".
وختم:" فببركة جهادهم ودمائهم ستتحرر هذه الأرض من المفسدين والضالين إن شاء الله".
الشيخ دعموش: من الواجب أمام ما يحصل في فلسطين، أن تتوجه كل الطاقات لحماية الأقصى
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة أن "داعش وجبهة النصرة وكل الفصائل التكفيرية المتوحشة بمسمياتها المختلفة لا تتورع حتى عن تكفير بعضها البعض وعن قتال بعضها البعض وارتكاب مجازر في حق بعضها، بدليل ما يحصل في إدلب وريفها بين حركة أحرار الشام وما يسمى بهيئة تحرير الشام، إذ إن ما يجري يكشف عن طبيعة هذه الوحوش المتعطشة لسفك الدماء".
واعتبر أن "معركة تطهير جرود عرسال من التكفيريين يجب أن تكون معركة كل لبنان واللبنانيين، ومعركة الجيش والشعب والمقاومة مع من يحتل أرضهم ويهدد أمن بلدهم، وليس معركة المقاومة وحدها"، مؤكدا أن "لبنان بالتعاون والتكامل بين الجيش والشعب والمقاومة قادر على استئصال هذه الجماعات وإنجاز هذه المهمة الوطنية لحماية أرضه وشعبه من الإرهاب التكفيري".
وأضاف: "في الوقت الذي نعمل على مواجهة الارهاب التكفيري، فإن أعيننا مشدودة الى القدس والمسجد الأقصى الذي يتعرض اليوم لأبشع هجمة صهيونية، حيث يقوم جنود الاحتلال بانتهاك حرمة المسجد المقدس، ومنع الصلاة فيه، موقعين عشرات الجرحى في صفوف أبناء القدس الذين يقفون وحدهم مدافعين عن حرمة هذه البقعة المقدسة، ومقدمين دماءهم حفاظا عليها من إجرام المحتلين".
وحض العالم العربي الصامت والساكت على أن "يتعلم من أبناء الشعب الفلسطيني ومن آل الجبارين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حرمة المسجد، كيف يكون الدفاع عن المسجد الأقصى، وكيف يقدم المقاومون أرواحهم رخيصة من أجل تحرير الأرض والعرض واستعادة الكرامة والاستقلال والحرية".
واعتبر أن "ما يقوم به الشعب الفلسطيني في الدفاع عن الأقصى يجب أن يقتدي به كل أصحاب الروح الأبية الرافضة للذل والاحتلال، وهو درس ينبغي أن يتعلمه كل الأحرار في أمتنا لمواجهة كل المستكبرين والمحتلين والظالمين والطغاة"، لافتا الى أن "استفحال الاعتداءات بهذا الشكل وتكرارها يوميا، يؤكد أن الصهاينة يتحركون دون خوف أو قلق، مرتاحين الى الصمت العربي والتواطؤ الدولي وتخلي الشعوب عن مسؤولياتها".
ودعا الأمة العربية والإسلامية الى أن "تأخذ المبادرة للدفاع عن مقدساتها ولحماية تراثها وتاريخها"، مشددا على أن "من الأجدى، بل من الواجب اليوم أمام ما يحصل في فلسطين، أن تتوجه كل الطاقات والإمكانات لحماية المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، بدل توجيه البعض من الأنظمة العربية والمتحكمين في مصير شعوبنا، إمكانات الأمة وثرواتها وأموالها لتمزيق وحدتها وتدمير بلدانها وزرع الفتن بين أهلها وإذكاء الحروب بينها وفي صفوفها".
الشيخ حمود: الصهاينة يعيشون في داخلهم الهزيمة وينتظرون نهاية كيانهم اكثر مما ننتظره
اعتبر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، في كلمة القاها في حديقة بلدة مارون الراس القريبة من فلسطين، نصرة للمسجد الاقصى، انه "في مواجهة الاعتداءات الصهيونية الاخيرة على المسجد الاقصى والمحاولات الحثيثة للسيطرة عليه، من خلال البوابات الالكترونية والحراس والتقسيم الزماني والمكاني الذي يسعون اليه، فان الموقف ينقسم الى قسمين: المواجهة المباشرة التي يؤدي فيها اهل القدس وسائر فلسطين دورا تاريخيا في مواجهة العدو الصهيوني وممارساته، ويعوض بهذا الصمود والثبات التخلف والتشرذم العربي، بل المؤامرات التي يشارك فيها كثير من العرب. والقسم الثاني هو النظرة الى المستقبل التي ينبغي ان يتم التركيز فيها على فكرة رئيسية رغم كل ما يخالفها في الظاهر: نحن الاقوياء، نحن الذين نملك المستقبل باذن الله، نحن اهل الارض، اهل الحق وإسرائيل الى زوال".
واضاف: "علينا ان نتوجه الى الصهاينة والمستوطنين بثقة راسخة ان الصهاينة يعيشون في داخلهم الهزيمة وينتظرون نهاية هذا الكيان اكثر مما ننتظره نحن، يحاولون ان يخفوا في داخلهم هذه الحقيقة، ولكنها تظهر بشكل واضح في كثير من اقوالهم وافعالهم، علينا ان نخاطب الصهاينة من موقع القوة، من موقع العزة والثقة، وليس من اي موقع آخر".
وتابع: "ان مؤسس الكيان الصهيوني يؤمن بزوال اسرائيل، ولقد سمعنا من ضباطهم هنا على ارض لبنان عام 1982 وهم في ذروة الانتصار، ضباط قصفوا وقتلوا وفجروا واعتقلوا وعندما يقف واحد من شبابنا امامهم في التحقيق يقول الضابط سيأتي يوم ستذبحوننا انتم على هذه الارض، نحن نؤمن كما تؤمنون بأن كيانكم زائل وانتم تعلمون ان يوم الذبح يقترب يوما بعد يوم، ولعل الله يحقق ذلك ونحن احياء بعد سنوات قليلة حسب الاجتهادات التي يجتهد بها اخواننا العلماء وكثير من المجتهدين والمؤرخين منهم مسلمون ومنهم غير مسلمين، نقول لكم فليكن كيدكم في اعلى مستوى، ايها الصهيوني كد كيدك واسعى سعيك فانك لن تمحو فكرة فلسطين ولن تزيل هذا الشعب ولن تغير مسيرة التاريخ مهما علا سلاحكم ومهما ارتفعت طائراتكم ومهما قوي ناصركم الاميركي والغربي بشكل عام وقبله البريطاني".